الاثنين، 5 سبتمبر 2011

عذراً يوسف العظمة... عذراً شهداء الأمة.... فدماؤكم اليوم يستهان بها... بلسان سوري

قبل أن أقول أو أفعل أضم صوتي لصوتك أيها الشاعر ابن الرومي وأقولها بصريح العبارة:
ولي وطن آليت ألا أبيعه        وألا أرى غيري له الدهر مالكا
منذ بداية الأزمة السورية وأنا أتابع جميع القنوات الإعلامية بفضول ، فأنا أؤمن بحق الشعب السوري أن يحيا حياة أفضل وأن يتمتع بحرية التعبير وإبداء الرأي البناء في كل مجالات حياته.
سمعت النقد البناء كما تابعت النقد الهدام، كنت في كل مرة أحاول تلمس نقطة تواصل مع ما يسمى ثورة سورية وحراك شعبي، لكني في الحقيقة غير مؤمنة بأنها ثورة شعبية على الإطلاق وما زلت. إذ لو كنت مؤمنة بها وبأن الجيش والدولة تقتل الناس الأبرياء لكنت أول من اتخذ الشارع معقله حتى يسقط المجرمون ولن أوفر طريقة كي أثأر من الطغاة. فأنا لا أقبل أن يقتل بريء سوري من أجل أي نظام في الدنيا. لكني واثقة بأن جيشنا السوري هو لحماية الشعب لأنه ببساطة ابن الشعب وليس ابن الأسد.
على أي حال كل ما فات هزيل جداً أمام هذه المصيبة الكبرى التي يروج لها صناع الثورات هذه الأيام، فبكل وقاحة يظهرون على شاشات التلفاز ليقولون أن حياة الإنسان أهم من الأرض التي يعيش عليها، وأن الوطن ليس مهماً ما دام الإنسان سعيد في حياته فلا أهمية للأرض. واليوم جميع أقطاب المعارضة إلا قليلاً منها يدعون القوات الأجنبية لتحرير سورية من حاكمها السوري وتسليمهم زمام أمور السوريين بقوة السلاح، بهذا تتحقق السعادة والرفاهية للمواطنين.
أعجب لجهلكم رغم درجات علمكم العالية، الانتماء يا جهلة ليس خياراً نريده أو لا، الانتماء غريزة خلقنا الله عليها، منذ الأزل يحن الإنسان لمسقط رأسه ويفخر بمدينته وقريته، منذ الأزل والأوطان تفتدى بالأرواح وما زالت، وإلا ما هي الشهادة بالنسبة لكم أم أن يوسف العظمة الذي تحدى الخطر من أجل تراب الوطن قد أخطأ وكان عليه أن يرضى بالاحتلال الفرنسي ما دام الشعب يعيش في نعيم؟
اعذرونا شهداء سوريا الأبطال يا من قدمتم الغالي والرخيص كي تحرروا أمتكم من نير الاستعمار على مدى مئات السنين، اعذرونا شهداء الأمة اعذروا جهلنا بتاريخنا وجحودنا بجمائلكم.
أين الكرامة؟! أين المبادئ؟! أين الأخلاق؟! كلها تتحطم على صخرة الأطماع.... نعم دعوا الغرب يتوغل فينا وكونوا له آلة دمار وطنكم لأنكم لا تؤمنون بالأوطان بل بالأبدان.
اسأل المغترب ماذا يعني الوطن؟ لماذا يشتهي أن يقبل تراب الوطن؟ اسأل الشعراء لم يتغنون يالوطن؟ أتنسف كل هذا من أجل طمعك بمال أو منصب؟ فلا تدعي  بعدهذا أيها المعارض السوري انك تكترث للشعب في حين أنك تعشق نفسك والغرب الذي صنعك. وقد صدق الشريف قتادة إذ يقول:
بلادي وإن هانت علي عزيزة      ولو أنني أعرى بها وأجــوع
أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغي       خلاصاً لها؟ إني إذن لوضيع       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق