الجمعة، 7 ديسمبر 2012

في جوفي قد ضحك الوطن

في جوفي يبكي وطن
في صدري عصف شجن
قد غرقنا في المحن
أين المفر يا زمن
في جوفي يبكي وطن

طفل في المهد دُفن
عَلَمٌ بالسيف طعن
من ثورة باحت فِتن
سارت تُجر بِرَسَن
أحرقتْ كلَّ فَنن
شوهت كل حسن
في جوفي يبكي وطن

عدنا إلى زمن الوثن
نتجاذب أطراف وطن
من حقدنا بات يئن
بحبنا ناء وجُن
رفع يديه واستكن
نادى يا ولدي ألن
يرق قلبك أو يحن
أجبته أنا الابن
ماذا دهاك يا وطن....

أنا حاميك في المحن
اعذرني فالشر أذن
والخير فيك قد وهن
لكن ربي الرحمن
سينجي كلانا معاً

حينها أرمي الكفن
وأرنم مهللاً
في جوفي قد ضحك الوطن
في جوفي قد ضحك الوطن

الأربعاء، 27 يونيو 2012

ها هي نسائم الحرية تداعب فقراء بلادي....

دموع مآقيها أحرقت قلبي، عيونها المنكسرة شطرت روحي، في تجاعيد يدها رأيت ماض من الألم والمعاناة، في حنايا وجهها عرفت الفقر في أوضح معالمه، نعم هي السيدة التي تقوم بتنظيف منزلنا جزاها الله كل خير، سيدة بحق لأنها تكسب قوتها من عرق جبينها، سيدة بحق لأنها لا تسأل ولا تطلب غير كدّ يمينها.

تلك السيدة الفقيرة الغارقة في المعاناة هبت عليها ذات مساء ثورةٍ نفحاتُ حرية حملها بكل إخلاص أهل ضيعتها. في ذلك المساء كانت تخلد إلى راحة في يوم عناء لتصحو على صوته يناجيها: أمي استيقظي يريدون أن يأخذوني. وتصحو الأم من غفوتها وفوهة الرشاش مسلط عليها، ودماء ولدها تحت قدميها، "إن تحركت قتلناك... سنأخذه معنا... ابنك شبيح...." لكن ابني عامل  بسيط في مغسلة سيارات، يرتادها أحيانا بعض رجال الجيش ليحتسوا الشاي، أهكذا هو التشبيح؟

وتطرق هذه الأم أبواب دعاة الحرية أن أعيدوا إلي ولدي، ليس له علاقة بأحد، هل نحن من نمنعكم عن حاكم البلاد، اذهبوا إلى قصره واقتلوه، افعلوا ما تريدون لكن لا تلوثونا بحريتكم، لا تظلمونا بعدلكم، أرجوكم أعيدوا إلي وحيدي. فيأتيها الجواب بغير لسان: " ادفعي لنا فدية نسلمك إياه وإن لم تفعلي ذبحناه، هل تعلمين ماذا فعلنا بذاك المجند الذي حمل أسئلة امتحان الرياضيات للمدارس ذلك اليوم؟ لقد حاكمه أميرنا وشيخنا الجليل أولاً بأن فقأ عينه التي نظرت إلى أوراق الامتحان وثانياً بالذبح لأنه خادم للنظام فهو شبيح خائن كافر (بالرغم من أنه مسلم وسني أيضاً) لكنه كافر بنظر الأمير وجرى ذبحه طبقاً لشريعتهم والتي الإسلام منها لا ريب بريء.

الإسلام يا حضرة الشيخ رحمة، تسامح، مغفرة، وإن كنتم تفتون بقتل الجيش وعناصر الأمن لأنهم "زلمة" النظام فهل لديكم أية حجة على الأناس العاديين الذين لجمت ألسنتهم جرائمكم الفظيعة ؟ هل يستحق عامل فقير في مغسلة سيارات أن يحطم جسده ويعذب ويمنع تسليمه إلا بفدية لبيت مال ثورة مزعومة؟ هل هذا هو جهادكم في سبيل الله؟ 

يجلس أمامي ابن جارتي وهو في كتيبة من خطف ابني ليقول لي"يا خالة أنا شهيد" أقول له أين ولدي، أعد رفيقك من بين أيديهم. يقول لي "إن هربته -وقد رغبت- لكانوا قتلوني وقتلوه. اصبري يا خالة وادفعي الفدية وأرجو أن ترسلي ابنك فورا إلى المستشفى لأنهم حطموا عظامه... أرجو أن تستلميه حياً في النهاية".

بكيت حرقة على ولدي، نظرت مليا إلى تشققات يدي، في كل ندبة لقمة لتشبعه، في كل جرح حبة دواء لتشفيه، هكذا قضيت عمري أخدم في بيوت الناس، أتلظى بحر الصيف وأقاسي برد الشتاء، هكذا ربيته وهكذا تربى أولاد الضيعة الذين هم اليوم سجانوه. اليوم وبعد عمر من فقر ومرارة أذوق ترف الحرية، أذرف دموع الديمقراطية في بلد غاص حتى الركب في دم أبنائه.... يسألوني أولئك الناس المؤمنين بثورية المجرمين: الذين يقترفون تلك الأعمال ليسوا سوريين هم بالتأكيد إيرانيون.. أليس كذلك؟؟؟ أسفاً أقولها لكم من يسفك دم السوري هو سوري مثله. 

عذراً سيدتي وقفت أمامك مذهولة مذبوحة، كيف لا وفي قصتك تحكين قصة ملايين من السوريين ذبحتهم ثورة ذات مساء حرية... عذراً أيتها الثورة ما زلت لا أؤمن بك.... عذراً أيتها الحرية ما زلت أجهلك.... عذراً وطني ما زلت عاجزة عن إنقاذك...  وعذراً لك أيها السوري.... فنحن رغماً عن إجرامك ما زلنا إخوة في التراب...
تحيا سوريا

الاثنين، 18 يونيو 2012

فقط في وطن الياسمين...


لم تزل الدماء تسيل.... والمآقي تنزف... لم تزل الأمومة ثكلى... والإنسانية غافية.... الضمير يتأرجح بين مستتر جبناً، وظاهر غصباً  ... 

في وطني اليوم نصحو على صوت القنابل... لنغفو على صوت المدافع... في وطني اليوم نبتسم دمعة ونبكي لوعة... نحب ما لا نطيق ونكره ما نعشق... هكذا نحن ريشة في مهب سياسة يلعبونها باحتراف وآخر همهم ما يؤول إليه مصيرنا... شعب اعتادت صروف الدهر أن تسحقه لكنه أبى إلا الاستقامة، ولم يزل رغم قسوة  العثرات شعباً عظيماً.

ما أكتبه ليس سوى مسودة خيبة أمل... رؤوس أحزان لخواطر روحية أحاول قهراً أن أغلفها بالصبر وأعطرها بالأمل.... أقول انتصرنا بملء الدم... لكن من انتصر وعلى من؟؟؟ هل أهنئ نفسي بانتصار الظالم أم أعزيها بفشل الجاهل؟ هل ألجأ إلى جبني المعهود وأتمنى أن يعود الوطن آمناً في ذات المستنقع، أم أتمنى أن تنتشله يد الحرية الكاذبة بعيداً لتسقطه في خيبة أشد وحلاً من ذاك المستنقع ... لم لا ففي النهاية كلنا نسعى إلى تغيير.. تغيير فحسب...

اليوم....
أطل على التاريخ كي أبعثره... أنصرف عن الجغرافيا وأنكرها.... أما القومية فلا بد لي أن أنوحها وأبكيها... سقطت كل نظريات الكون عندي، حذفتها من قاموس حياتي، إذ لا مكان بعد اليوم في قلبي إلا لله ومن بعد عظمته... يسود الوطن...

تحيا سوريا

الثلاثاء، 20 مارس 2012

ارقدي بسلام يا أمي.... كل عام وأنت في الجنة...

هذا عيد ميلادك أمي ماذا عساي أهديـــــك؟
أشعلت شمعة شوق وجلست هناك أناجيـــك
أماه تعالي هنا قربي أحتاج حضن عينيــــك
أحتاج عذوبة كلماتك وكل إحساس فيـــــــك
ضميني إليك ماما اشتقت دفء أيديــــــــــك
كنت الأمان والطمأنينة كنت همومي أشكيك
كنت بحنانك تشفيني وبنور العين أداريــــك
رحلت عن دنياي أمي يا نفس من يواسيـك
سقط الدهر صامتاً لحظة كنت أناديــــــــــك
أماه أفيقي من غفلتك أماه عودي أرجــوك
لكن أنى لي هذا ويد المنية تبكيــــــــــــــك
مسحت شعرك بتأن قبلت كل ما فيـــــــــك
وداعاً  أغلى الناس عندي بلوعة أسجيـك
وهذا وفائي أماه وحبي الأبدي أهديـــــــك
عسى أفوز رضى ربي وبرضاه أرضيـــك

الأحد، 4 مارس 2012

عجبت لثورة سلمية تهددني في عقر داري !!!

(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ)
بدلاً من أن يثبتوا حسن نيتهم ورقي فكرهم، أن يظهروا اختلافهم عن فساد الحاكمين وغيهم واستبدادهم يكيلون لي وبكل وقاحة تهديداً سافراً بلسان أصدقاء وآخر بلسان غرباء فقط لأني سألتهم يوماً: أيهما أفظع أولئك الذين أهانوا الرسول والقرآن أم نظام بشار الأسد.. فقط لأني لا أريد دمار بلدي!
تهديدهم تجاوز كل التوقعات  "عندك أولاد ضبضب حالك".... !!! أي إما أن تغير رأيك وتكف عن عدائك لثورتنا أو سيصيبك أذى يطال حياتك أو أولادك!!!
وما زالوا يدعون أنهم سلميون وما زالوا يدعون أنهم مسلمون.... هل هكذا نشر الرسول الكريم دين الإسلام؟ هل كان يذبح من يعارضه؟ هل كان يهدد مسلماً لأنه اختلف مع مسلم آخر في الرأي؟؟ أليس "إذا كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" ؟؟؟؟
هل بحثتم يوماً في سبب رفضي ثورتكم؟ ثورة يدعمها أولاً من يسفك دماء أطفال فلسطين كل يوم، ثورة يدعمها من استعمر أراضينا وجزأها، من داس على دماء شهدائنا ودنس حرمة تاريخنا، ثورة تتسلح بدم السوريين وتتدعي السلمية، ثورة تضحي بأرواح أبرياء وقياديها يصافحون الخونة في الخارج، ثورة يستنجد أبناؤها بها فتتخلى عنهم وتضحي بهم كي تنجو بفضائحها، ثورة عندما لا أؤمن بمبادئها تقتلني!؟!
قبلاً كنت أخشى أن أتفوه بكلمة (أ سـ ـد ) حتى لا أذهب وراء الشمس، اليوم أصبحت محروماً من أسخف حقوقي في إبداء الرأي ومحرم علي أن أنتقد أو أرفض (الـ ـثـ ـو ر ة) لأن هذا يعني الموت حتماً!!!
نعم أسكتم لساني، نجحتم في إثارة خوفي على أولادي، لكن الله لن يسكت أبداً عن الظالمين المستبدين... فهو "يمهل ولا يهمل"
ولأني سوري أصيل لست مستفيداً منكم ولا من ثورتكم كما أني لم أكن مستفيداً يوماً من نظام الأسد ولن... أعلنها في وجهكم وعلى الملأ: لن أتخلى عن سوريتي لأجلكم.... ولا لأجل أي نظام كان أو سيكون....
أنا إنسان حر منذ ولادتي حتى مماتي، إيماني بالله يقويني، إخلاصي لديني يحميني، وحبي لوطني يكفيني... أما أنتم أودعكم للعين التي لا تنام، وأسأل الله الهداية للجميع....
وخير خاتمة قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم " وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى الله وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ" صدق الله العظيم...

السبت، 3 مارس 2012

تحية إلى روح الشهيد تامر بيطار...

في يوم ثورة قتلته رصاصة غدر... معاقبة إياه على إنسانيته....

في يوم ثورة كان هناك مجندون يذبحون على حاجز الزهراوي في حمص وكان منزله جانب الحاجز.... لم يستطع ضميره أن ينام وهو يسمع أنين المذبوحين... أرسل عائلته إلى منزل الأقرباء.... كي لا يصيبهم ضرر ...أخذ تامر المجندين المذبوحين في الشارع وأسعفهم في بيته.. كان يساعدهم تباعاً. شباب في عمر الورود سال رحيقهم دماً على التراب لا لشيء إلا لأنهم كلفوا بحماية المدنيين من سلاح ثورة. وهو ينحني لحمل أحد المذبوحين، أصابته رصاصة غادرة فسال دمه ليمتزج بدم المجند دما سوريا زكيا على أرض أبت أن يحتلها مستعمر ويستمر فيها على مر التاريخ.... أرض سوريا الحبيبة...
أسلم الشهيد تامر روحه وهو بطل في عين الإنسانية .... مجرم في عين الثورة....
في يوم ثورة رأيت رصاصة الباطل تخترق صدر الحق.. فنزفت.حزناً وأسى.. رحم الله شهداء وطني.... رحم الله أبناء وطني....
عافاك الله يا وطني......

الخميس، 1 مارس 2012

شكراً حسام يازجي... تكلمت بلسان حالنا...

عزيزي المعارض دعني أولا أصحح وصفا شاع مؤخرا للتمييز بين فئتين من الشعب السوري, وهو المؤيدون والمعارضون, فنحن في الحقيقة جميعنا معارضون و جميعنا مؤيدون. معارضون للفساد و الرشوة و المحسوبيات وللمافيات التي أدت بسوريا إلى ما هي عليه اليوم. ومؤيدون للعدالة و الحرية و سيادة القانون على الجميع.
ليس منا نحن ( المؤيدون ) مؤيد للفساد و ليس منا من يطالب بقمع الحريات أو كتم الأفواه. ولكن, وحتى نصنف أنفسنا تصنيفا يعبر حقيقة عن الواقع الذي نعيشه اليوم.. فلنقل أن هناك تياران: العميان و المبصرون. المبصرون: يرون بكل وضوح أن هناك مؤامرة تستهدف وطنهم و ليس النظام بحد ذاته, وبغض النظر عن عيوب النظام وعيوب المرحلة السابقة و كل مساوئها, وعلى رغم رفضهم لذاك الواقع و لتلك المرحلة, إلا أن واجبهم الوطني يحتم عليهم وضع كل شيء جانبا و حماية وطنهم عندما يكون الوطن في خطر.
أما العميان: فهم لا يرون أن الوطن نفسه في خطر, يظنون بأن قطر و دول الخليج حريصون حقا على الديمقراطية و الحرية للشعب السوري, لماذا لا يعطونها لشعوبهم إذا ؟
يظنون أن أميركا التي لم تدافع يوما عن الشعب الفلسطيني, تدافع اليوم عن الشعب السوري بكل براءة. والمستعمر الفرنسي الذي قتل خيرة رجالات سوريا واستعمرها, أصبح اليوم نصيرا لشعبها, وكأن دماء يوسف العظمة جفت عن يديه.
أما الاحتلال العثماني, الذي استعمر بلادنا لمئات السنين, فأذل شعبنا و نهب خيراتنا.. صار اليوم هو النصير و الداعم لشعبنا.
يا لحماقة من لا يتذكر التاريخ و يا لغبائه !
أنا مواطن سوري بسيط, لم أستفد يوما من السلطة و لم تعنيني السياسة يوما بشيء.. وجدت نفسي مرغما في موقف المفجوع على وطنه, إني أكره الفساد, و أكره الرشوة, و أكره المحسوبيات, و أكره القمع.. و لكن هناك شعورا واحدا أشعر به هو أقوى بكثير من جميع مشاعري السابقة, ألا وهو حبي لوطني.
اسمح لي يا عزيزي المعارض ( الأعمى ) أن أشعر بالخوف و الهلع حين أشاهد أميركا و الغرب و دول الغدر و النذالة تدعم هذه الثورة المزعومة.. إن قلقي و خوفي مبرر جدا, فالثورات هي كالثيران يمكن امتطائها ولكن لا يمكن التحكم بها ولا بنتائج امتطائها, إني اؤمن أنه و بغض النظر عن نوايا الثوار إلا أنهم لن يكونوا سوى أدوات بيد الدول العظمى لتحقيق مصالحها وليس مصالح ثورتهم.
فالثورة العربية دعمها الغرب ليحقق مصالحه بهزيمة العثمانيين و حين حققها, قام بتقسيم الدول العربية و قتل أبطال ثورتها, وكذلك الأمر في العراق و الأن في ليبيا, وأفغانستان و الأن دمروا ليبيا, ويريدون الأن امتطاء الاحتجاجات في وطني الحبيب كي يدمروه, لأنهم لم يجلبوا معهم يوما سوى الخراب و الدمار للشعوب.
لقد قرأت عن أعظم الثورات في التاريخ, الثورة الفرنسية والثورة الروسية و لم أجد أن هذه الثورات قد استعانت بدول أخرى في أي مرحلة من مراحلها.. لماذا ؟ لأنها ثورات شعبية وطنية جامعة.
عزيزي المعارض, نحن أبناء وطن رائع, و حتى في المرحلة السابقة و برغم الفساد وكل العيوب و المساوئ كان وطنا موحدا, حرا, شامخا مفعما بالكبرياء, لم نكن سجناء في وطننا, لم نكن نقتل و ينكل بنا, حاول الإعلام المتصهين أن يزرع هذه الفكرة في رؤوسنا خلال السنة الماضية.. أننا شعب مقموع مسحوق مسجون معذب منذ 40 عاما, ولكن هل هذه هي الحقيقة حقا ؟؟ تذكر كيف كانت حياتك أنت قبل عام ونصف ستعرف الجواب.
عزيزي المعارض, الأنظمة تأتي و تذهب.. و لكن الوطن إن ضاع, فلن نجد لأنفسنا وطنا أخر. عزيزي المعارض.. مع كامل احترامي وفهمي للقضية التي تؤمن بها, ولكن عليك ان تعذرني فالوطن أهم من قضيتك.
حسام يازجي / خاص shamtimes.net

الأربعاء، 22 فبراير 2012

الإجابة برسم ضمائركم....


هل حرية الشعب السوري وديمقراطيته أضحت هاجساً كونياً يقض مضجع القاصي والداني لدرجة أن القوى العظمى في العالم تكاد تكون قاب قوسين أو أدنى من إشعال حرب عالمية ثالثة نووية مدمرة ؟!؟

هل نظام الأسد الحاكم اليوم في سوريا صار بالأهمية البالغة والإجرام العتي الذي بات يفوق كل إجرام في العالم حتى أنه طغى على أي شر آخر يحدث اليوم وإذ ببشار الأسد يصبح  بين ليلة وضحاها مالئ الدنيا وشاغل الناس؟!؟

هل يمكن أن نسمي ما تمر به أمتنا اليوم ربيعاً عربياً؟ ربيع يرتوي من سفك دماء شعب يقتل بيد أبناء وطنه باسم حرية أو ديكتاتورية؟ ربيع تتغذى شمسه من برودة الموتى وتندى وروده بدموع الثكالى ويحترق عشبه بنيران أسلحة إسرائيلية ؟!؟

حتى وإن قلتم عني جبانة، موالية، بوق، مؤيدة، مجرمة وما إلى ذلك من الاتهامات سأقولها بكل صدق: أعيش اليوم في بلد عهدت فيه الأمان رغم كل السيئات، وأتحدى من عاش أو زار بلدي أن يقول عكس هذا، سوريا كانت بلد الأمان بامتياز، أما الآن وللأسف نعيش زمن اللا أمان، اللا طمأنينة، اللا حرية واللا ديكتاتورية.... زمن الفوضى الخلاقة بامتياز. لا تتشدقوا بثقة أن ستعود سوريا لسابق عهدها فالأمثلة الحاضرة أمامنا اليوم هي أصدق بل أفظع رد على تشدقكم.   

الفوضى الخلاقة تلك خطط لها الاستعمار القديم الحديث منذ عقود أما نحن فقد رضخنا له لا بل كنا له عوناً في مآربه. الدول الغربية ترسم المستقبل ونحن نلهث وراءها... في الحقيقة ليس النظام فحسب مسؤول عن تخلفنا بل نحن لعبنا الدور الأكبر. كيف لا ونحن مشغولون بتربية أبنائنا بدلال وبذخ عن بناء جيل يحب الوطن، كيف لا ونحن نقوم بتشجيع شبابنا على الغناء والعربدة ودفع شاباتنا إلى العري والتفلت باسم الحضارة والتمدن، فابنتي لا تكون أكابر إلا إذا كانت عالموضة (أو بمعنى أصح نصف عارية) وابني يكون ديموديه إذا لم يتابع ستار اكاديمي واراب ايدول أو لم يرقص الروك اند رول أو يسمع أغاني عبدة الشيطان.

قد بعنا أنفسنا للغرب رخيصة، سرنا في ركبه وسحرنا به، تناسينا جرائمه في بلاده وضد شعبه وآمنا بحبه لبلادنا وشعبنا. لقد سامحنا الغربي على إهانة الرسول الكريم وتمزيق القرآن الكريم و إحراقه لكن أبداً لا نسامح نظاماً أو نعطيه فرصة... لا أعلم أيهما أفظع... لكن ما أعلمه أننا لا نمنح النظام مهلة ثانية فندمر شعباً ونغفر لمن يهين مقدساتنا ونجزل له المهل فيتمادى إلى احتلال أقدس قدسياتنا يمتلكها بصك وقعناه جميعاً بكفرنا وخذلاننا وقعودنا عن معركة الحق الكبرى....

أستغفر الله لي ولكم أبناء سوريا الحبيبة وأسأله لي ولكم خيراً في ما تبقى من حياتنا البائسة ومغفرة وأمناً في الحياة الآخرة. آمين
سوريا لك السلام....

الخميس، 19 يناير 2012

رغم أنه دوماً خارج الحسبان.... لكنه أبداً يدفع الثمن.... إنه الشعب


بين لا ثورة في زي ثورة ولا سلطة في عباءة سلطة يضيع دوماً شعب ما في مكان ما. في ظل مبادئ كبيرة وأخرى عفا عليها الزمن يولد مناضل. تحت شعار ديمقراطية كاذبة أو اشتراكية مستحيلة أو وحدة تجزأت إلى آحاد يستبد حاكم. أما الشعب فما زال يعيش على فتات وطن.

في سوريا ثمة شعب ينتظر أملاً، يحلم بنجاح مشروع ثورة، يأمل بتوبة سلطة فتكت، ينظر في أمسه لاعناً عقوداً من مذلة مضت، ينظر في يومه عازماً على التغيير، لكن حين ينظر إلى البعيد لا يرى سوى ضباب الغضب ونار الحقد تفتكان بالبلد. يبكي هذا الشعب على منبر الحرية  رافضاً الثائر وناقماً على اللا ثائر في ذات الوقت.  

في حمص أسلحة تفتك بالناس، رعب يشل حياتهم، دم يسفك في أحضانهم، عيون جزعة، قلوب هلعة أمام أياد مجرمة جشعة. في حمص القتل صار سهلاً وتجارة الأعضاء أضحت رزقاً. هناك لا تعليم في مدارس، لا وقود في مدافئ، لا بسمة على شفاه. هناك جهل وبرد وحزن. هناك لم يعد ثمة مدينة بل أشلاء مبعثرة.

في حلب قنابل صوتية وأخرى موقوتة، تفجير وتدمير وتعتيم على التخريب. في حلب يطعن الطلاب زملاءهم بحجة الثورة، يعتدي المسلحون على النساء، يخطفون الأطفال، وحتى الشيوخ باسم الثورة.

في دمشق... في حماة... في درعا... وسائر سوريا ثمة ألم وثمة أمل... اليوم في كل شبر من أرض أمتي شهيد، في كل عين أم دمعة، في كل فؤاد أب لوعة، وفي ضمير كل سلطة وكل ثورة خنجر مسلول في وجه  شعب أعزل إلا من حب الوطن.

هناك على حدود الوطن مخيمات تحتضن بعضاً من سوريين اختاروا الرحيل، ومخيمات قيد الإنجاز لسوريين لم يقرروا بعد، بل تقرر عنهم أطراف تدعي الحب والإنسانية، لكنهم حقيقة يد الزمان التي تغدر بأمتهم وتستخدمهم وقوداً للغدر.

بعيداً تحاك المؤامرات وتختمر حرب عالمية أخرى نحن فتيلها، هناك حيث لا ضمير لا مبدأ ولا دين... أما هنا ما زال بعض من دفء يلف أبناء أمتي، ما زال في الذاكرة بصيص مبدأ، وقليل من دين... بين هنا وهناك تبقى عيوننا معلقة ببريق أمل. بين هنا وهناك مصير محتوم لشعب مظلوم...

لكن مَا كُنتُ أعْلمُ أنَّ العِشقَ يَا وطني يَومًا سَيَغْدُو مَعَ الأيَّامِ إدمانَا، عَلَّمْتَنا العِشْقَ حَتَّى صَارَ في دَمِنَا يَسْرِى مَعَ العُمْرِ أَزْمَانًا فَأزْمَانَا، عَلَّمْتَنا كَيْفَ نَلْقَى المَوْتَ في جَلدٍ وكَيْفَ نُخْفِى أَمَامَ النَّاسِ شَكْوَانَا، هَذَا هُوَ المَوْتُ يَسْرِى في مَضَاجِعِنَا، والغير يطرب من أنات موتانا، بَاعُوكَ بَخْسًا فَهَلْ أَدْرَكتَ يَا وَطَنِي في مأتم الحلم قلبي فِيكَ كَمْ عَانَى؟  (منقول عن فاروق جويدة بتصرف)

الأربعاء، 11 يناير 2012

كلمة حق ليس إلا....

لابد لي اليوم أن أرفع قبعتي لك، فلأن الحياة وقفة عز، وقفت اليوم بشموخ، ولأن الرجولة فعل كنت اليوم رجل الأفعال لا الأقوال. اليوم أجردك من أصولك وجذورك، أعزلك عن المحيطين بك، أبرئك من نظامك، لأضعك بجدارة في مصاف الأبطال.
           
من أنا؟ سورية حرة تبحث منذ زمن عن وطن في رجال، عن ضمير يحيي القضية، عن شعب يسعى للحرية. اليوم حيث وقفت تتحدى الموت كنت رمزاً، أمام من يجلس خارج أسوار الوطن ينادون بالثورة، يشتمون ويلعنون، يكذبون ويجيشون، يأبون إلا أن يضحوا بأرواح شباب ضُللوا باسم الحرية، فسقطوا شهداء بغير هوية.

لا أعرف هل أشكر رجالات هذه الثورة أم ألعنهم... أشكركم فاليوم قدمتم النصر له دون عناء، انكشف لنا وجهه الحقيقي دون رياء، لا بل ألعنكم لقيادة فشل ثوري بامتياز، لزعامة حركة إجرامية بإتقان، للتجارة بالأوطان، لتشويه الأديان.

هي كلمة حق كان لا بد لي أن أقولها رغم الإحباط والأسى، رغم الدموع والألم، نعم لا أثق بنظامك لكن أتمنى بقاءك. فبحضورك اليوم تجدد الأمل بسوريا مختلفة بكل شيء. "فكن رجلاً رجله في الثرى... وهامة همته في الثريا"

إذ أود لو أرى أمتي دوماً نظيفة بروحها، سامية بخلقها، حاضنة الأديان، وارفة الحنان، مُنعمة بالأمان... حينها فقط تكون سوريا حقاً بألف خير....

الثلاثاء، 10 يناير 2012

كل الوطن في بعض من كلمات...

اليوم قرأت لي صديقة تلك الكلمات، أحببتها وأحسست أنها تعبر عن مكنونات نفسي، فكان لا بد أن أدرجها بين صفحاتي، وأن أشارك بحروفها كل سوري يسكنه حب الوطن....وكل من يحس حلاوة العيش في حضن الوطن رغم كل القسوة! رغم كل القتل! إذ "لكل الناس وطن يعيشون فيه، أما نحن فلنا وطن يعيش فينا...."

لذا أقول مع القائل....

عذراً نيوتن... فسوريا تجذبني أكثر من أي شيء، عذراً بيتهوفن... فسوريا لحن الحياة والخلود، عذراً بيكاسو... فسوريا أجمل لوحة عرفها العالم، عذراً ديكارت... أنا سوري إذاً أنا موجود، عذراً دافنشي... فالأم السورية هي الأجمل، عذراً أديسون... فسوريا اليوم مصباح العالم، عذراً أفلاطون... كل مدينة في سوريا هي المدينة الفاضلة، عذراً روما... فكل الطرق تؤدي إلى سوريا، عذراً جولييت... فسوريا هي حبيبتي.، عذراً نفسي... فسوريا أغلى منك.

أدعو الله أن ينتشل سوريانا الحبيبة من براثن الشر، ويغدق عليها سلاماً وفيرا... آمين...

الاثنين، 9 يناير 2012

سقط سهواً في حضن ثورة....

ويصدح صوت آخر من على منبر الجزيرة، يستغيث لشعب كان قبلاً جلاده!!!

امسك أعصابك يا من تتزعم تلك الثورة، هل تتوقع أن تدمع عيناي تأثراً بكلامك؟ أن تحرك ضميري بعويلك المفتعل على شعب مسحوق... بالأمس كنت خادماً لذات النظام الذي شتمته البارحة، أليس أنت من سلم رقاب المئات من شعبه إلى مقصلة السلطة! ألم تكن في قلب المخابرات السورية وكنت ذا خط جميل كما يقولون تكتب تقارير تشتري بها رضا نظامك السافل! ألم تكن البارحة تتاجر بأعضاء السوريين مقابل حفنة من الدولارات! في الحقيقة لا عجب أنك تكمل مسيرتك ذاتها لكن هذه المرة أنت تتاجر بأشلاء السوريين وأرواحهم....
اليوم تجلس هناك خارج الوطن كي تبيعنا وطنية كاذبة وتستغيث الغرب ليساعد سوريا، متلمساً العون بالعملة الصعبة وبملايين ملوثة بدماء شعب بلدك... اليوم تتوعد أن حلب ستتوهج خلال الأسابيع القادمة ناراً تحرق النظام! تؤكد لنا أن حرباً أهلية عارمة ستجتاح مدننا لأن هكذا تنجح ثورتك العظيمة. أرجو أن لا تكون هديتك شبيهة بهدايا العرعور الذي في كل مرة يتوعدنا بواحدة تأتي ملطخة بدماء الأبرياء من شعب سوريا. 
لا تزال تردد "حتى إسرائيل أرحم من نظام الأسد، حتى إسرائيل تتأنى قبل أن تعذب، حتى إسرائيل لديها ضمير ونظام الأسد لا..." يا أخي كفاك دفاعاً عن عدوك، لا تجمل عدوك لتضرب النظام، كلنا عانى بشاعة هذا النظام، كلنا ذاق الويلات ولم يزل. اليوم تأتي أنت ومن معك من المستفيدين من نظام الظلم والمحسوبيات هذا تتشدقون بمبادئ لم تكونوا يوماً أهلاً بها ولن... فإياك أن تظهر العدو ملاكاً لمآرب في نفسك، وإياك أن تخدع شعباً تاريخه حافل بالثورات.
أنت ومن تمثل لستم الثورة، ولا يمكن أن تكونوا جزءاً من شعب سوري عريق، أنتم كما الأخرون تقتاتون من فتات حرية ترميها لكم أمريكا، أما نحن فلنا الحرية الحقيقية لنا أخلاق وثقافة وإيمان نصنع بهم حرية لن ترقوا لها مهما لهثتم. قال لي صديق مرة، في غياب المثقفين في سوريا غابت الثورة الحقيقية عن الوطن. يومها أيدته جملة وتفصيلا فغياب الشخصيات الثورية الحقيقية أفسحت المجال لكم يا متسلقي الغوغائيات وخاربي الأوطان.
نعم أمتنا تحتاج ثورة في فكرها، في دينها، في أخلاقها وحتماً في نظامها، ثورة تسعى لبناء ما هدم، لا هدم ما هو مخرب أصلا بحجة البناء. ثورة إعمار نفوس لا إثراء جيوب، ثورة تحرير لا ثورة تكفير...
كفى تمجيداً لجرائم ترتكب باسم الحرية، واعلم أن ثورتنا كما هي ضد النظام الفاسد هي ضدك أنت وأمثالك ضد كل من تسوله نفسه أن يخدعنا نحن – السوريين- الصادقين في حبنا لله والوطن.
نم يا وطني ملء الجفون، ما زالت أيدينا تحضنك وعيوننا ترعاك... وأنتم أيها السوريون "تصبحون على وطن"...