السبت، 3 مارس 2012

تحية إلى روح الشهيد تامر بيطار...

في يوم ثورة قتلته رصاصة غدر... معاقبة إياه على إنسانيته....

في يوم ثورة كان هناك مجندون يذبحون على حاجز الزهراوي في حمص وكان منزله جانب الحاجز.... لم يستطع ضميره أن ينام وهو يسمع أنين المذبوحين... أرسل عائلته إلى منزل الأقرباء.... كي لا يصيبهم ضرر ...أخذ تامر المجندين المذبوحين في الشارع وأسعفهم في بيته.. كان يساعدهم تباعاً. شباب في عمر الورود سال رحيقهم دماً على التراب لا لشيء إلا لأنهم كلفوا بحماية المدنيين من سلاح ثورة. وهو ينحني لحمل أحد المذبوحين، أصابته رصاصة غادرة فسال دمه ليمتزج بدم المجند دما سوريا زكيا على أرض أبت أن يحتلها مستعمر ويستمر فيها على مر التاريخ.... أرض سوريا الحبيبة...
أسلم الشهيد تامر روحه وهو بطل في عين الإنسانية .... مجرم في عين الثورة....
في يوم ثورة رأيت رصاصة الباطل تخترق صدر الحق.. فنزفت.حزناً وأسى.. رحم الله شهداء وطني.... رحم الله أبناء وطني....
عافاك الله يا وطني......

الخميس، 1 مارس 2012

شكراً حسام يازجي... تكلمت بلسان حالنا...

عزيزي المعارض دعني أولا أصحح وصفا شاع مؤخرا للتمييز بين فئتين من الشعب السوري, وهو المؤيدون والمعارضون, فنحن في الحقيقة جميعنا معارضون و جميعنا مؤيدون. معارضون للفساد و الرشوة و المحسوبيات وللمافيات التي أدت بسوريا إلى ما هي عليه اليوم. ومؤيدون للعدالة و الحرية و سيادة القانون على الجميع.
ليس منا نحن ( المؤيدون ) مؤيد للفساد و ليس منا من يطالب بقمع الحريات أو كتم الأفواه. ولكن, وحتى نصنف أنفسنا تصنيفا يعبر حقيقة عن الواقع الذي نعيشه اليوم.. فلنقل أن هناك تياران: العميان و المبصرون. المبصرون: يرون بكل وضوح أن هناك مؤامرة تستهدف وطنهم و ليس النظام بحد ذاته, وبغض النظر عن عيوب النظام وعيوب المرحلة السابقة و كل مساوئها, وعلى رغم رفضهم لذاك الواقع و لتلك المرحلة, إلا أن واجبهم الوطني يحتم عليهم وضع كل شيء جانبا و حماية وطنهم عندما يكون الوطن في خطر.
أما العميان: فهم لا يرون أن الوطن نفسه في خطر, يظنون بأن قطر و دول الخليج حريصون حقا على الديمقراطية و الحرية للشعب السوري, لماذا لا يعطونها لشعوبهم إذا ؟
يظنون أن أميركا التي لم تدافع يوما عن الشعب الفلسطيني, تدافع اليوم عن الشعب السوري بكل براءة. والمستعمر الفرنسي الذي قتل خيرة رجالات سوريا واستعمرها, أصبح اليوم نصيرا لشعبها, وكأن دماء يوسف العظمة جفت عن يديه.
أما الاحتلال العثماني, الذي استعمر بلادنا لمئات السنين, فأذل شعبنا و نهب خيراتنا.. صار اليوم هو النصير و الداعم لشعبنا.
يا لحماقة من لا يتذكر التاريخ و يا لغبائه !
أنا مواطن سوري بسيط, لم أستفد يوما من السلطة و لم تعنيني السياسة يوما بشيء.. وجدت نفسي مرغما في موقف المفجوع على وطنه, إني أكره الفساد, و أكره الرشوة, و أكره المحسوبيات, و أكره القمع.. و لكن هناك شعورا واحدا أشعر به هو أقوى بكثير من جميع مشاعري السابقة, ألا وهو حبي لوطني.
اسمح لي يا عزيزي المعارض ( الأعمى ) أن أشعر بالخوف و الهلع حين أشاهد أميركا و الغرب و دول الغدر و النذالة تدعم هذه الثورة المزعومة.. إن قلقي و خوفي مبرر جدا, فالثورات هي كالثيران يمكن امتطائها ولكن لا يمكن التحكم بها ولا بنتائج امتطائها, إني اؤمن أنه و بغض النظر عن نوايا الثوار إلا أنهم لن يكونوا سوى أدوات بيد الدول العظمى لتحقيق مصالحها وليس مصالح ثورتهم.
فالثورة العربية دعمها الغرب ليحقق مصالحه بهزيمة العثمانيين و حين حققها, قام بتقسيم الدول العربية و قتل أبطال ثورتها, وكذلك الأمر في العراق و الأن في ليبيا, وأفغانستان و الأن دمروا ليبيا, ويريدون الأن امتطاء الاحتجاجات في وطني الحبيب كي يدمروه, لأنهم لم يجلبوا معهم يوما سوى الخراب و الدمار للشعوب.
لقد قرأت عن أعظم الثورات في التاريخ, الثورة الفرنسية والثورة الروسية و لم أجد أن هذه الثورات قد استعانت بدول أخرى في أي مرحلة من مراحلها.. لماذا ؟ لأنها ثورات شعبية وطنية جامعة.
عزيزي المعارض, نحن أبناء وطن رائع, و حتى في المرحلة السابقة و برغم الفساد وكل العيوب و المساوئ كان وطنا موحدا, حرا, شامخا مفعما بالكبرياء, لم نكن سجناء في وطننا, لم نكن نقتل و ينكل بنا, حاول الإعلام المتصهين أن يزرع هذه الفكرة في رؤوسنا خلال السنة الماضية.. أننا شعب مقموع مسحوق مسجون معذب منذ 40 عاما, ولكن هل هذه هي الحقيقة حقا ؟؟ تذكر كيف كانت حياتك أنت قبل عام ونصف ستعرف الجواب.
عزيزي المعارض, الأنظمة تأتي و تذهب.. و لكن الوطن إن ضاع, فلن نجد لأنفسنا وطنا أخر. عزيزي المعارض.. مع كامل احترامي وفهمي للقضية التي تؤمن بها, ولكن عليك ان تعذرني فالوطن أهم من قضيتك.
حسام يازجي / خاص shamtimes.net