الأربعاء، 22 فبراير 2012

الإجابة برسم ضمائركم....


هل حرية الشعب السوري وديمقراطيته أضحت هاجساً كونياً يقض مضجع القاصي والداني لدرجة أن القوى العظمى في العالم تكاد تكون قاب قوسين أو أدنى من إشعال حرب عالمية ثالثة نووية مدمرة ؟!؟

هل نظام الأسد الحاكم اليوم في سوريا صار بالأهمية البالغة والإجرام العتي الذي بات يفوق كل إجرام في العالم حتى أنه طغى على أي شر آخر يحدث اليوم وإذ ببشار الأسد يصبح  بين ليلة وضحاها مالئ الدنيا وشاغل الناس؟!؟

هل يمكن أن نسمي ما تمر به أمتنا اليوم ربيعاً عربياً؟ ربيع يرتوي من سفك دماء شعب يقتل بيد أبناء وطنه باسم حرية أو ديكتاتورية؟ ربيع تتغذى شمسه من برودة الموتى وتندى وروده بدموع الثكالى ويحترق عشبه بنيران أسلحة إسرائيلية ؟!؟

حتى وإن قلتم عني جبانة، موالية، بوق، مؤيدة، مجرمة وما إلى ذلك من الاتهامات سأقولها بكل صدق: أعيش اليوم في بلد عهدت فيه الأمان رغم كل السيئات، وأتحدى من عاش أو زار بلدي أن يقول عكس هذا، سوريا كانت بلد الأمان بامتياز، أما الآن وللأسف نعيش زمن اللا أمان، اللا طمأنينة، اللا حرية واللا ديكتاتورية.... زمن الفوضى الخلاقة بامتياز. لا تتشدقوا بثقة أن ستعود سوريا لسابق عهدها فالأمثلة الحاضرة أمامنا اليوم هي أصدق بل أفظع رد على تشدقكم.   

الفوضى الخلاقة تلك خطط لها الاستعمار القديم الحديث منذ عقود أما نحن فقد رضخنا له لا بل كنا له عوناً في مآربه. الدول الغربية ترسم المستقبل ونحن نلهث وراءها... في الحقيقة ليس النظام فحسب مسؤول عن تخلفنا بل نحن لعبنا الدور الأكبر. كيف لا ونحن مشغولون بتربية أبنائنا بدلال وبذخ عن بناء جيل يحب الوطن، كيف لا ونحن نقوم بتشجيع شبابنا على الغناء والعربدة ودفع شاباتنا إلى العري والتفلت باسم الحضارة والتمدن، فابنتي لا تكون أكابر إلا إذا كانت عالموضة (أو بمعنى أصح نصف عارية) وابني يكون ديموديه إذا لم يتابع ستار اكاديمي واراب ايدول أو لم يرقص الروك اند رول أو يسمع أغاني عبدة الشيطان.

قد بعنا أنفسنا للغرب رخيصة، سرنا في ركبه وسحرنا به، تناسينا جرائمه في بلاده وضد شعبه وآمنا بحبه لبلادنا وشعبنا. لقد سامحنا الغربي على إهانة الرسول الكريم وتمزيق القرآن الكريم و إحراقه لكن أبداً لا نسامح نظاماً أو نعطيه فرصة... لا أعلم أيهما أفظع... لكن ما أعلمه أننا لا نمنح النظام مهلة ثانية فندمر شعباً ونغفر لمن يهين مقدساتنا ونجزل له المهل فيتمادى إلى احتلال أقدس قدسياتنا يمتلكها بصك وقعناه جميعاً بكفرنا وخذلاننا وقعودنا عن معركة الحق الكبرى....

أستغفر الله لي ولكم أبناء سوريا الحبيبة وأسأله لي ولكم خيراً في ما تبقى من حياتنا البائسة ومغفرة وأمناً في الحياة الآخرة. آمين
سوريا لك السلام....