السبت، 3 سبتمبر 2011

إلى ولدي.... إلى قطعة من كبدي...

أي بني... أوصيك اليوم ... أرجوك أنصت...  نادر.. يا نبض قلبي... اسمع وعِ.. اليوم وطنك في محنة... اليوم أمتك في خطر... وأنت ما زلت في عمر الصغر... لكني أخشى أن أموت قبل أن أقول لك كلمتي... فهلا أصخت إلي السمع والبصر...
أنجبتك بعد مخاض.. وحضنتك باشتياق.... رأيت الدنيا في عينيك... عشت السعادة في لمسة من يديك.. وليس عندي أغلى من بسمة شفتيك... وأبيك وأخويك... لكن الوطن غال...وأنت يا ولدي فدى الوطن... فلا تتردد أن تفديه بروحك ساعة المحن...
وهذا زمن المحن حل.... زمن حياكة الفتن ... يوم  يباع الوطن ويشرى ....ويقسو قلب الابن... فلا تكن الابن العاق... ولا تنس دفء الحضن... أمتك حضنت جدك قبل أبيك... وكانت في وجه العدو أمنع حصن... لا تنصت إليهم يا حبيبي... بل أنصت لمن لا يخون الوطن.. لمن يحمل في روحه معروف بلده... ويعي الموت ولا يخشى الزمن... قد عوت الكلاب من كل جانب... على أمتك ومد الكفن... اليوم دوري في درء الفتن... وأنت يا نادر دورك غداً.... كيف نخون دماء شهدائنا... وننسى من حرروا الوطن...
إن متّ وما زال الوطن عليل... أرجوك يا ولدي أن تكون الطبيب .. إن مت يا ولدي وأمتي جريحة... أرجوك يا نادر أن تضمد جراحها... لا تقسو على من ضللتهم الأيام... لا تصدق من أغرقتهم الآثام... إن كان عندهم كل إثم مباح... إلا خيانة الوطن فليس فيه سماح... اضرب بيد من حديد.... وافتح قلبك لابن عمك وأخيك.... احضن كل سوري أبي... وشد على يد كل عزيز قوي يرفض خضوع الأمة... بعزة نفس وكرامة...
أقولها لكل من يناشد الاستعمار... لكل من تسوله نفسه دفع سوريا للانهيار: لن يعمّر هذه البلد إلا الوالد والولد... نادر وإخوته وكل سوري حر بإذن واحد أحد.

وصية أم نادر (سورية من الوريد إلى الوريد)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق