الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

حرية وديمقراطية ثورات 2011

"الشعب يريد إسقاط النظام" عبارة ابتُدئت بها سنة 2011.... حناجر تنفجر مطالبة برحيل رؤسائها المحنطين على كرسي الحكم... يأبون إلا البقاء... وشعب يطالب بمفهوم اسمه "حرية" لا يفقهون منه شيئاً، وبين هذا وذاك تسيل الدماء ويقتل أبرياء....


في تونس كانت ثورة، أطاحت بالرئيس ثم استلم الثوار زمام الأمور، اليوم ما زال الصراع على أشده من أجل حكم ديمقراطي أخشى أن أميركا ودول أوربا ستكون أول من يحول دون تحقيقه. اليوم في تونس يعتدون على أصحاب المحلات التجارية يحطمون الممتلكات، ويزهقون الأرواح باسم الحرية... يقال أن الثورة كي تنجح يلزمها من الزمن أعواماً... فللننتظر إذاً ولنترقب ...


في مصر ثورة انتصرت... خلفت صراعاً طائفياً رهيباً لا تشهد له نهاية... والذي جاء من هناك قال عن السلب والإجرام الشيء الكثير. لم يكن عهد حسني مبارك مشرفاً لكن أليس من الهزيمة بمكان الإطاحة بشخص واحد في حين  يبقى أتباعه يحكمون ويتحكمون؟ يرفضون الحوار مع الآخر! يدعمون العدو ويحاربون الصديق!! قد رحل مبارك  لكن حل مكانه ألف مبارك... فللننتظر إذاً ولنترقب ...


في كنف الحرية وحضن الديمقراطية نجد ثوار ليبيا يقتلون القذافي الطاغية بوحشية فاقت وحشيته... يطعنون جسده... يلتقطون صوراً تذكارية قرب جثته الدامية مبتسمين ضاحكين... ظناً منهم أنهم منتصرون ! ثم يدفنوه في مكان مجهول حتى لا يزور أحد قبره... فلم خوفهم من أن يعرف مكان قبره وهو الطاغية الظالم؟ هل يخشون أن يصبح قبره ضريحاً يزوره المحبون إن وجدوا؟! وإن كانوا على ثقة بأنه خائن وقاتل فلم أخفوه ميتاً؟!؟ أقولها بصريح العبارة: لا هنيئاً لكم ثوار ليبيا... قد انتصرت ثورتكم الوحشية... قتلتم الطاغية... لكن صرتم كلكم طاغية... أسفي على ليبيا اليوم مثل ما كان بالأمس...

وأنتم يا ثوار سوريا كنت أتمنى أن تكونوا مختلفين عن غيركم في ما تزعمون أنها ثورة، لكن كل الدلائل تشير إلى تورطكم بالدم حتى من يدعمكم في الخارج لم ينكر هذا.

وما يزيد الأمر سوءاً ما تتداوله وسائل الإعلام هذه الأيام! فتحت شعار "حرية وديمقراطية" تتشابك الأيدي صراعاً وتتقاذف الأفواه سباباً! ثم نرى البيض والبندورة على رؤوس المعارضين بدلاً من أن تكون في بطونهم! إنه فعلاَ زمن العجائب!! فإن رحل الأسد سيكون البديل مرعباً... جميع المعارضين مرعبون في كل جوانب شخصياتهم... مدّعون... متزمتون... عملاء وخونة... في رقابهم ما زالت دماء الشبان الذين قضوا إيماناً بقضية لفقها لهم رؤوس الهرم في أحداث الثمانينات والذين ما زالوا اليوم يقبعون في نفس أماكنهم وفي رقابهم دماء جديدة لشباب أبرياء آمنوا بثورة مفتعلة كاذبة.... ودماء جيش يستميت كي يحفظ بعضاً من أمان في زمن اللا أمان...


في الحقيقة لا أجد مبدأ أو فضيلة تعلمنا إياه أي من هذه الثورات، فهي خاوية  في جوهرها إلا من العنف واللا إنسانية. أقولها بصريح العبارة ... لا مرحباً برحيل الأسد.... إذا كان البديل ما تشهده عيني اليوم... فللننتظر ونترقب إذاً...


اليوم ونحن نقف جميعاً على عتبات عام جديد لا ملامح له.... أتمنى لسوريا بلدي كل الخير من الله، وأقول لكل السوريين أبناء بلدي: جميل أن يموت الإنسان من أجل الوطن لكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن....
وكل عام وأمتي حرة عزيزة