الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

إليك أيها السوري... إليك أيها الإنسان...

اليوم نقف أنا وأنت على شرفة وطن يئن، نتأمل جراحه كلٌّ بعين، نلتقط أنفاسه، نسترق همساته، عسى أياً منا يدرك ماذا يريد هذا الوطن. نسمع ولا نصغي! نرى ولا نبصر! نعلم ولا ندرك! مع أن كل حواسنا تعمل غير أن أحاسيسنا قد أعلنت الإضراب، ضمائرنا ودعتنا إلى زمن آخر، قلوبنا سكنتها القسوة وأرواحنا هامت إلى غير رجعة...

البارحة كان أجدادنا يتكئون إلى ذات الأريكة، يأكلون من نفس القصعة، يشربون من ذات الكأس، يحتفلون بكل عيد، يحزنون لكل مصاب، ويحاربون ذات العدو الذي أمسى اليوم صديقنا! عذراً أجدادنا وليرحمكم الله...

هل يا ترى غدونا عدوين حقاً؟ فقط لأنك تريد حكماً إسلامياً في الوطن وأنا لا أريد؟ أو لأنك تثق بالغرب وديمقراطيته المزيفة بينما لا أصدق حرفاً من لغته الكاذبة؟ أم لأنك تهيم في هوى إسرائيل وأنا أعتبرها العدو الأكبر؟ لا يا صديقي السوري رغم كل اختلافنا وخلافاتنا، في وقت الشدة أمد يدي لتشد على يدك... لن نصبح أعداء ونحن أبناء وطن واحد، إن كان فكرنا يفرقنا فحب الخير للوطن يلم شملنا، يغير ما فينا، يحيي ضمائرنا ويعيد أرواحنا الهائمة، حب الوطن يا صديقي يصنع فينا المعجزات فلن أيأس أن تعود إلي يوماً، أتمنى...

نصحتني صديقتي ذات مساء أن كفي عن الكتابة بعاطفية وابحثي عن المادة الواقعية التي تجعل الآخرين ينفعلون معك ويتفاعلون بك. خاطبي العقول لا العواطف! لكن صديقتي... هم يرفضون كل ما أكتب في الواقع ولا يتفق مع أفكارهم، هم يثقون بمن أرتاب به، ويتعاملون مع من أتجنب النظر إليه، يريدون ما أرفض ويرفضون ما أريد، كيف التواصل معهم إذاً؟ كيف السبيل إليهم يكون؟ إنه الضمير وحده ما يجمعنا... لذا فإني اليوم أخاطب ضمائرهم ....

لكن لأن كلماتي تغرقها الأحاسيس، ولأن الوطن اليوم قد اكتفى كلاماً، ولأنك يا صديقي ما زلت تسخر من شوقي لعودتك لنتكئ على ذات الأريكة، مستنكراً رغبتي مستهزئاً بي... هنا حتماً تكون النهاية .... فلنسدل الستارة إذاً وليرحل كلٌّ إلى مصيره.

حماك الله يا وطني...

هناك تعليق واحد:

  1. يا نفس ما اشقاك .. تنغمسين في افكار .. تتقمصينها .. ثم ينتفض القلب ايمانا بها ... يا نفس ما اشقاك ان لم تقفي لحظة صدق .. تفندين فيها كل مادار بخلدك .. هل يا ترى ظلمت احدا ... هل ياترى رميت احدا بما ليس فيه بهتانا ... هل يا ترى اطلق التهم جزافا ... ما اشقاك يانفس انت حقا لم تقفي لحظة حساب معي .. كل مافيك يانفس ليس الا افكار مسبقة .. شربتها .. ترعرعت عليها .. نشأت عليها ... لم ادقق فيها ابدا ... انت يا نفس تلومين الاخر لانه ترك الاريكة التي كان يشاطرك اياها ... ولم تسالي نفسك يانفس الست ملمة انا لاني ايضا تركت الاريكة ... ما عاد الاخر يأكل معي من نفس القصعة انه مخطئ.. لكن يانفس هل سالت نفسك ان كنت انت من يحاول ان يحتفظ بالقصعة لنفسك لذلك ابتعد عنك الاخر
    اه ما اشقاك يانفس ... بالامس كنت تطلبين الديمقراطية والحرية ... بالامس كنت تتأففين من الظلم .. بالامس كنت يانفس تتألمين لما اصابك من الهوان وتشتكين من انعدام الكرامة
    اه يانفس ما اشقاك .. اليوم عندما يخرج من يطالب بما كنت تطلبين تتهمينه يانفس بكل بساطة ودون تحقق انه خائن عميل مندس ارهابي
    اليوم عندما ترين الدمار تتوجهين يانفس فورا ودون لحظة تأمل بتوجيه التهم الى من يقدم نفسه رخيصة من اجل مطالبك انت يانفس
    قفي يانفس لحظة ... اريد ان التقط انفاسي .. اريد ان اتخلص من افكاري المسبقة ... اريد ان اعرف ما اريد ... على اي طرف اقف ... قفي يا نفس لا اطلب الا الحقيقة والحق ...
    لا اريد لاحد ان يبقى مسيطرا علي للابد ... للابد .. ولا حتى لو كان اسد
    لا اريد ان ابقى عبدا .. اخاف من رجل الامن
    لا اريد ان احصل على وظيفة لمجرد اني حزبي .. ولا ان احصل على بعثة للداراسة لانني حزبي .. ولا ان ادخل الكلية الوحيدة التي يقبل بها الدارسون باقل العلامات وهي كلية الشريعة ... بمجرد انني حزبي ادخلها .. لا اريد
    لا اريد لا اريد .. لا اريد ... اليس من حقي ان اختار
    وقد اخترت الحرية .. حريتي اكتبها بدمي .. ولست استجديها من احد ... ولم ولن يمنحني اياها احد فقط بدمي .. وانا اصنعها
    فلا تظلموني

    ردحذف