الاثنين، 9 يناير 2012

سقط سهواً في حضن ثورة....

ويصدح صوت آخر من على منبر الجزيرة، يستغيث لشعب كان قبلاً جلاده!!!

امسك أعصابك يا من تتزعم تلك الثورة، هل تتوقع أن تدمع عيناي تأثراً بكلامك؟ أن تحرك ضميري بعويلك المفتعل على شعب مسحوق... بالأمس كنت خادماً لذات النظام الذي شتمته البارحة، أليس أنت من سلم رقاب المئات من شعبه إلى مقصلة السلطة! ألم تكن في قلب المخابرات السورية وكنت ذا خط جميل كما يقولون تكتب تقارير تشتري بها رضا نظامك السافل! ألم تكن البارحة تتاجر بأعضاء السوريين مقابل حفنة من الدولارات! في الحقيقة لا عجب أنك تكمل مسيرتك ذاتها لكن هذه المرة أنت تتاجر بأشلاء السوريين وأرواحهم....
اليوم تجلس هناك خارج الوطن كي تبيعنا وطنية كاذبة وتستغيث الغرب ليساعد سوريا، متلمساً العون بالعملة الصعبة وبملايين ملوثة بدماء شعب بلدك... اليوم تتوعد أن حلب ستتوهج خلال الأسابيع القادمة ناراً تحرق النظام! تؤكد لنا أن حرباً أهلية عارمة ستجتاح مدننا لأن هكذا تنجح ثورتك العظيمة. أرجو أن لا تكون هديتك شبيهة بهدايا العرعور الذي في كل مرة يتوعدنا بواحدة تأتي ملطخة بدماء الأبرياء من شعب سوريا. 
لا تزال تردد "حتى إسرائيل أرحم من نظام الأسد، حتى إسرائيل تتأنى قبل أن تعذب، حتى إسرائيل لديها ضمير ونظام الأسد لا..." يا أخي كفاك دفاعاً عن عدوك، لا تجمل عدوك لتضرب النظام، كلنا عانى بشاعة هذا النظام، كلنا ذاق الويلات ولم يزل. اليوم تأتي أنت ومن معك من المستفيدين من نظام الظلم والمحسوبيات هذا تتشدقون بمبادئ لم تكونوا يوماً أهلاً بها ولن... فإياك أن تظهر العدو ملاكاً لمآرب في نفسك، وإياك أن تخدع شعباً تاريخه حافل بالثورات.
أنت ومن تمثل لستم الثورة، ولا يمكن أن تكونوا جزءاً من شعب سوري عريق، أنتم كما الأخرون تقتاتون من فتات حرية ترميها لكم أمريكا، أما نحن فلنا الحرية الحقيقية لنا أخلاق وثقافة وإيمان نصنع بهم حرية لن ترقوا لها مهما لهثتم. قال لي صديق مرة، في غياب المثقفين في سوريا غابت الثورة الحقيقية عن الوطن. يومها أيدته جملة وتفصيلا فغياب الشخصيات الثورية الحقيقية أفسحت المجال لكم يا متسلقي الغوغائيات وخاربي الأوطان.
نعم أمتنا تحتاج ثورة في فكرها، في دينها، في أخلاقها وحتماً في نظامها، ثورة تسعى لبناء ما هدم، لا هدم ما هو مخرب أصلا بحجة البناء. ثورة إعمار نفوس لا إثراء جيوب، ثورة تحرير لا ثورة تكفير...
كفى تمجيداً لجرائم ترتكب باسم الحرية، واعلم أن ثورتنا كما هي ضد النظام الفاسد هي ضدك أنت وأمثالك ضد كل من تسوله نفسه أن يخدعنا نحن – السوريين- الصادقين في حبنا لله والوطن.
نم يا وطني ملء الجفون، ما زالت أيدينا تحضنك وعيوننا ترعاك... وأنتم أيها السوريون "تصبحون على وطن"...

هناك تعليق واحد:

  1. تصبحين على وطن حر بهي ... وطن لي ولك .. وطن لاطفالي واطفالك .. وطن يكون للاجيال فيه فرصة ان تبدع وتبتكر .. وطن يكون فيه الطموح مشروعا .. والحلم مشروع .. والكرامة حق ... والعدل حق ... ياه كم نفتقد للعدل
    وطن لايسمى باسم شخص واحد ... ولايحتكره شخص واحد ... ولايتبع الملايين شخص واحد ... ولاتكون كل الرؤوس رأسا واحدا ... تصبحين على وطن حر بهي اختاه

    ردحذف